العمل التطوّعي والخيري هو بمثابة القلادة الذهبية التي يتزيّن بها المجتمع، وعنوان لرقيّه وتسامحه ، وهو جسر للتواصل الاجتماعي مع مختلف المجتمعات الإنسانية المتأثرة بأزماتِ الجوع أو الحروب أو الكوارث الناجمة عن الزلازل والفيضانات.
وتضافرت النصوص الشرعيّة في الحث على البذل والإنفاق في وجوه الخير المتنوّعة، ومنها:
أولا : من القرآن:
رغّب الله تعالى عباده المؤمنين في البذل والإنفاق ووعدهم على ذلك أجرًا عظيمًا فقال تعالى: (مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ).
في السنة:
قال - صلى الله عليه وسلم - : ( كلّ سلامي من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين اثنين صدقة، تعين الرجل على دابته فتحمله عليها أو ترفع عليها متاعه صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، وبكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة، وتميط الأذى عن الطريق صدقة )
تعريف التطوع :
يمكن تعريف العمل التطوعي بأنّه : مبادرة ذاتية من المتطوع لتقديم عمل خيريٍّ أو خدمة للآخرين بما لا يُلزَم به شرعًا، لوجه الله تعالى دون مقابل؛ للإسهام في نفع الآخرين سواء أكانوا أفرادًا أو مجتمعات.
أهمية العمل التطوعي وثماره:
إنّ للعمل التطوعي فوائد عديدة تعود على المتطوع نفسه وعلى المجتمع بأسره، فالعمل التطوعي ركيزةٌ أساسيّةٌ في بناء المجتمع ونشر التماسك الاجتماعي بين أفراده، ودليلٌ على حياة المجتمع وحيويته. فهو ممارسةٌ إنسانيةٌ ترتبط بمعاني الخير والعمل الصالح قال تعالى: (فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ)
تأثير العمل التطوّعي: أولا:على المتطوع:
- إشباع لرغبات الخير في نفسه وتحقيق للذات الإنسانيّة في تبادل العديد من الخبرات.
- احتساب الأجر من عند الله عز وجل.
- شعور المتطوّع بالسعادة النفسيّة لمشاركته في تخفيف آلام مَن حوله.
- تنمية القدرات الذهنيّة لدى المتطوّع، والعمل على إرساء قاعدة متينة من السلوكيّات الإيجابيّة.
- مواجهة المشكلات بشكلٍ مباشرٍ ممّا يولّد ثقةً كبيرةً بالنفس وتحمّل المسئوليّات الاجتماعيّة.
ثانيًا: في حياة المجتمع:
- دعم العمل الحكومي، ورفع مستوى الخدمة الاجتماعية .
- مؤشر جيّد للحكم على مدى تقدم الشعوب ورقيها .
- الإسهام في تقليل حجم المشكلات الاجتماعية.
ثمار العمل الخيري :
1- تطهير للنفس و تزكية لها، قال تعالى :(خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا)
2- حفظ للمال وزيادة له قال تعالى: (وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ)، قال - صلى الله عليه وسلم - :"ما من يوم يُصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفاً ويقول الآخر اللهم أعط ممسكاً تلفاً "متفق عليه.
3- الوقاية من مصائب الدهر: قال -صلى الله عليه وسلم -:"صنائع المعروف تقي مصارع السوء"
4- حصول الرزق ونزول البركات: قال الله تعالى :( يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ ).
5- تُفتَح له أبواب الرحمة ، قال - صلى الله عليه وسلم- " الراحمون يرحمهم الله،ارحموا مَن في الأرض يرحمكم من في السماء".
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق